من العلوم التّي يدرسها طلاب العلم الشّرعي علم العقيدة الأسلاميّة، فالعقيدة الإسلاميّة لغةً من عقد الشّي بقوّة، وهي اصطلاحًا تعني الإيمان الجازم بالله تعالى وما يقتضيه هذا الإيمان من إثبات ما أثبته لله تعالى لنفسه من الأسماء والصّفات والإيمان بألوهيّته سبحانه وربوبيّته وكذلك الإيمان بملائكة الرّحمن وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشره، كما تشتمل العقيدة على الإيمان بالنّصوص التي ثبتت صحّة نقلها عن النّبي عليه الصّلاة والسّلام والسّلف الصّالح من أصول الدّين وأخبار الغيب والسّاعة، لذلك كانت العقيدة أمرًا بالغ الأهميّة في حياة المسلمين، فالعمل بلا اعتقادٍ صحيح لا فائدة منه، حيث إنّ الاعتقاد يشكّل نقطة الانطلاق نحو العمل الصّالح، وفي الحديث الشّريف (قل آمنت بالله ثمّ استقم)، فالإيمان هو الاعتقاد القلبي الذي يصدر من القلب حيث يؤمن العبد بأنّ الله تعالى هو ربّه وحده لا شريك له، ثمّ بعد أن يصحّ اعتقاده يشرع في العمل الصّالح المبني على أساس هذا الاعتقاد.
وإنّ أهميّة العقيدة الإسلاميّة تنبع من أنّها كدعوات الرّسل والإنبياء الذين أرسلهم الله تعالى من قبل، فما من رسول ولا نبي إلاّ دعا قومه إلى عبادة الله وحده توحيده سبحانه. كما وتتمثّل أهميّة العقيدة الإسلاميّة بأنّها تُكسب المؤمن شرفًا ومكانةً ومنزلةً، فالموحّد ومهما بلغ في عصيانه وضلاله هو خيرٌ عند الله تعالى من المشرك والكافر، وفي الحديث الشّريف أنّه لا يبقى في النّار أحدٌ قال يومًا لا إله إلا الله محمدًا رسول الله، وفي الحديث الآخر (من كان آخر كلامه لا إله إلا الله دخل الجنّة).
كما وتنبع أهميّة العقيدة الإسلاميّة في كونها تجعل المسلم يستقيم على أمر الله تعالى ويبتعد عن الفواحش والمعاصي، فالمسلم صاحب الاعتقاد الصّحيح يعلم بأنّ الله تعالى هو خالقه وحده وهو القادر على نفعه وضرّه وحده، وبالتّالي لا يرجو العبد إلا ربّه ولا يخاف إلا منه ولا يستحي إلا من وجهه الكريم، فالعقيدة الصّحيحة هي طريق العمل الصّالح ومفتاح الخيرات والطّاعات.
كما وتعد العقيدة السّليمة أفضل وسيلة لتجنّب البدع ومجانبة أصحاب الهوى، فالمسلم صاحب العقيدة الصّحيحة يعلم بأنّ الضّار والنّافع هو الله تعالى وحده، وأنّه لا واسطة بين العبد وربّه لقوله سبحانه ( وقال ربّكم ادعوني استجب لكم )، وبالتّالي فإنّ المسلم لا يفعل كما يفعل أصحاب الضّلالات حيث يتوسّلون بالصّالحين أو يتبرّكون بهم ظنًّا منهم أنّهم سوف ينفعونهم أو يضرّونهم.
المقالات المتعلقة بأهمية العقيدة الإسلامية